حياتنا

هكذا يمكن التمييز بين الإبتسامة الزائفة والحقيقية

المصدر ليفانت بوست

وفقاً لنظام تشفير حركات الوجه (FACS)، فإن هناك مجموعتين عضليتين مشتركتين في تشكيل الابتسامة الصادقة، وحدة حركية مسؤولة عن رفع الوجنتين وتجعيد حول العينين، ووحدة أخرى ترفع زوايا الفم.
وقد وجدت الدراسات أنه من المستحيل على الناس أن يتحكموا بالوحدة الحركية المسؤولة عن رفع الوجنتين والتجعيد حول العينين، مما يجعل من الصعب جدا تزييف ابتسامة صادقة، ولذلك فإن الابتسامة الحقيقية هي انعكاس لمشاعر صادقة، والقدرة على تمييزها تساعدنا على الحفاظ على العلاقات مع الأشخاص الجديرين بالثقة وتجنب الاستغلاليين.
تبدأ الأجنة البشرية بالابتسام في الرحم، و لكن لا تستخدم الابتسام كنوع من التواصل حتى عمر الـ8 إلى الـ12 شهراً.
في عمر الحضانة، يصبح الأطفال انتقائيين بمن يتفاعلون معه، ويستطيعون تمييز الفرق بين المشاعر الحقيقية والزائفة. ولكن على أيّة حال، ليس واضحاً في أي عمر يطور الأطفال القدرة على التمييز بين التعابير الشعورية الخفيفة، والتي تتضمن الابتسام.
في سلسلة من الدراسات التي نشرت حديثاً عن التطور والسلوك الإنساني، والتي قامت بها مؤسسة ماكس بلانك لعلم الأعراق التطوري، أظهرتا هارييت أوليفر (من جامعة يورك) وماليندا كاربنتر (من جامعة سانت آندروز) من خلالها أن هذه الصفة المهمة تطوريا؛ والتي تتضمن القدرة على تمميز الأشخاص الجديرين بالثقة، ترتبط ببدايات النمو.
تمت دراسة على مجموعة من 168 طفل تتراوح أعمارهم بين السنتين والخمس سنوات، حيث تم عرض صور عليهم لأشخاص مختلفين وسؤالهم مَن مِن هؤلاء الأشخاص يبتسم حقا؟ أو مَن تفضلون؟ أو من هو الشخص الألطف الذي قد يشاركك ما لديه؟
استخدم القائمون بالدراسة أيضاً اختبار تعقب العيون لملاحظة إن كان الأطفال سيطيلون النظر إلى أصحاب الابتسامة الحقيقية أكثر، أو إلى الزائفة عند التقليب بينهم.
أظهرت نتائج الدراسة أنه باستطاعة الأطفال بعد عمر الرابعة التعرف على الابتسامة الصادقة، ومن عمر الثالثة يستطيعون التفريق بين الحقيقية والمزيفة.
بالإضافة إلى ذلك، بين عمر الرّابعة والخامسة قام الأطفال بربط الابتسامة بالصفات والتعامل الاجتماعي، حيث يعتبرون الأشخاص ذوي الابتسامة الحقيقية ألطف. هذا التوقع كان واضحا بشكل أكبر في الأولاد الأكبر سنا والفتيات بشكل خاص.
هذه النتائج تزيد فوق فهمنا عن قدرات الأطفال على القيام بخيارات مناسبة عند التقرير حول من الذي سيتعاملون معه أو يثقون به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى