أخبار الفنون

السينما في السعودية … علاقة قديمة !!

إذا كنت تعتقد أن علاقة السعوديين بالسينما بدأت عام 2018 فأنت مخطئ. دعني أعود بك إلى الوراء قليلًا قبل أربعة عقود، حين أُطفِئت أنوار صالات السينما في السعودية، وعلى رغم الفاصل الزمني الكبير فالشغف والدهشة لم تُطفآ من جيل محالّ تأجير أفلام الفيديو، مرورًا بـ«سينما البحرين»، حتى جيل «تورنت».

يُقال إن فِلم «الذباب» الذي أنتجته شركة «أرامكو» عام 1950 هو أول فِلم سعودي. وبحسب ما يُروى صُنّاع الفِلم، فالدهشة أصابت الجمهور الذين تجمهروا في أثناء تصوير الفِلم؛ لأنّهم لم يعتادوا آلات التصوير، ورغبوا في مشاهدة أنفسهم ضمن الفِلم. هذه الدهشة استمرت جيلًا بعد جيل. كانت محالّ تأجير أشرطة الفيديو علامة مميزة في ذاكرة جيل الثمانينيات الميلادية، وكان من يملك جهازًا لعرض الفيديو في المنزل يعدّ من الأثرياء و معيارًا لـ«الكشخة».

بدايات السينما في السعودية / أرامكو
في بداية الألفية كانت صالات السينما في مملكة البحرين تعج بالمشاهدين السعوديين، لا عجب في تلك الفترة أن تقرأ في الصحف البحرينية عن نفاد تذاكر السينما بسبب الجمهور السعودي «بالذات» في فترة الأعياد والإجازات! وشهدت الكويت هجرة مماثلة من الجمهور السعودي الذي شدّ الرحال إلى «مسرح وسينما الكويت»، كما تطوّر الأمر مع فكرة المهرجانات السياحية للمسرح والأفلام، التي كانت تُقام في القاهرة ودبي. حفزت هذه المهرجانات جمهور السينما إلى اعتياد السفر من أجل السينما، وأزعم أن مصطلح «سياحة السينما» هو ابتكار هذا الجمهور السعودي العاشق للسينما.

جاءت «الإنترنت» ومعها مصطلح «سينما التورنت» وغيرها من الخيارات الرقمية، حتى وصلنا إلى أجيال منصات «نتفلكس» و«ديزني بلس». ومرت السينما في حياة السعوديين بكل هذه التحولات، واستهلاك عالٍ للمحتوى المحلي والعربي والعالمي.

السؤال الذي يتبادر إلى ذهني دومًا: مع وجود هذه الأجيال المتذوقة للسينما، التي شدت الرحال إلى كل هذه الدول، لا نشاهد حراكًا سينمائيًّا نقديًّا موازيًا لهذا التعطش،ولا حركة نقدية من شأنها تهيئة جو يُسهم في تطوير صناعة السينما المحلية، بعيدًا من التسويق و المجاملات.

هذا الفراغ في التفاعل جعلنا نستشعر في «ثمانية» أن الزخم السينمائي السعودي يستدعي إنتاج محتوى قيّم يرافق هذا الصعود الصاروخي.

كتبت مقالتي هذه حتى تُشبع دهشتك و فضولك حول كل ما يتعلق بالسينما والأفلام في المملكة العربية السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى