أهم الأخبار

في ستة عروض على مدى خمسة أيام افتتاح “في مقام الغليان” لسليمان البسام في بوسطن

أصواتٌ من ربيعٍ مُخْتَطَفْ” للمخرج الكويتي العالمي سليمان البسام عروضها في مدينة بوسطن الأميركية في السابعة والنصف مساء اليوم ( 24 يناير) بالتوقيت المحلي على خشبة مسرح روبرت أورشاد بمركز إيمرسون.
وعن الافتتاح قال البسام أنه ” يفتتح اليوم سلسلة من ستة عروض على خشبة مسرح روبرت أورشاد Robert J. Orchard Stage بجامعة بوسطن بدعوة من مركز إيمرسون للفنون Art Emerson “، معتبراً أن “تقديم العمل في بوسطن الأمريكية هو تتويج للجولة العالمية للعرض التي شملت ستة محطات بنسخته الثانية وثلاث محطات بنسخته الأولى”.
وكان عمل البسام ولد بنسخته الأولى وقدم في الكويت وسيدني وباريس، ومن ثم ولدت نسخته الثانية وقدمت في الكويت أولاً ثم تنقل بين تونس وبيروت ضمن فعاليات مهرجان الربيع، وتونس مرة أخرى ضمن مهرجان أيام قرطاج المسرحية لينتقل بعدها للتجوال العالمي عبر محطتين: ميتز الفرنسية في مايو الماضي وأنتويرب البلجيكية في أكتوبر.
وكان “المركز المتنقل للفنون” في بلجيكا قد اختار العمل كعرض افتتاح للدورة الثامنة عشرة لمهرجان “موسم” المسرحي وقدم في التاسع عشر من أكتوبر في مدينة أنتويرب، الأمر الذي عزز حضور المسرح العربي عامةً والكويتي خاصة في أوربا، خاصةً وأنها المحطة الأوربية الثانية بعد مهرجان Le Passage بميتز الفرنسية في مايو الفائت.
يتضمن العمل أصوات نسائية في لحظات تحول خلال ما يسمى بالربيع العربي، والعمل مؤلف من ستة مونولوجات نصفها باللغة العربية والنصف الآخر بالإنجليزية مع ترجمة حية فورية، يذكر أن النص ترجم للفرنسية والهولندية خلال العروض الأوربية.

قامة فنية شامخة
وكان موقع ” افنتفول ” الثقافي البلجيكي وصف العرض قائلاً أنه ” يقوم على خلفية الربيع العربي والنضال المستمر في العالم العربي. الشخصيات تأتي في تسلسل عبر مشهديات قصيرة ومتسارعة تشتغل علي تداعيات الثورات المسروقة والربيع المختطف؛ شخصيات ضحايا الزمن والممارسات . إنهم من الناس العاديين، والجناة والغرباء اليائسين والانتهازيين أو ضحايا الظروف إثر ما يسمى بالربيع العربي . خلف تلك التجربة قامة فنية شامخة هي المبدع الكويتي سليمان البسام وفريق فني عالي المستوى ” .
وفي ذات الإتجاه وصف الموقع البلجيكي “يت – فلاندرن” تقديم العرض بأنه “موعد مع مبدع كويتي ” مع عرض لمسيرة الفنان المخرج سليمان البسام الفنية وأهم الأعمال التى قدمها وإشادة بمسيرته الفنية السخية بالبصمات الإبداعية الرصينة.
لوموند ديبلوماتيك: كاتب ومؤلف استثنائي يخلق مفاجأة جمالية حقيقية
وكانت الناقدة مارينا دي سيلفا قالت في مقالتها المنشورة بمجلة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية أنه: ” بعمله «في مقام الغليان» يحدث سليمان البسام هزة زلزالية، فالفنان الذي أخرج نسخة حكيمة جداً من مسرحية سعدالله ونوس« طقوس الإشارات والتحولات» بتكليف من المسرح الوطني الفرنسي «la Comédie-Française» عام 2013 ، يكشف عن نفسه في عمله «في مقام الغليان» أيضاً ككاتب ومؤلف استثنائي”. وتضيف دي سيلفا أنه: ” في ستة قصص أنثوية تقدمها ممثلتين وموسيقية هائلة، يخلق البسام مفاجأة جمالية حقيقية… النساء هن ساحة معركة الدمار في هذا العالم. لكنهن لسن مجرد ضحايا، لغتهن فكرة في العمل”.

ماتيلد روكسيل: عرض معاناة النساء في قلب الربيع العربي
وبعد حضورها العرض ضمن مهرجان LE Passage في مدينة ميتز الفرنسية في مايو الماضي كتبت الناقدة الفرنسية ماتيلد روكسيل مقالة نقدية عن العمل بعنوان “في مقام الغليان” لسليمان البسام: عرض معاناة النساء في قلب الربيع العربي، قالت فيها: “يحاول هذا العمل فهم الأصوات والآلام المنيعة لأفراد يتلظون في تشنجات عالم غارق في الفوضى، وأن الجميع كان يود أن يرى التغيير. فهو يعطي مساحة لأصوات غير مسموعة وشخصيات غير قابلة للانضغاط بعيداً الثورية الكلاسيكية. هؤلاء النسوة لا يصنعن ثورة. بل يمررن برفض الخضوع لمصير مؤلم مفروض عليهن”.
وحول الشخصيات النسائية في العمل قالت روكسيل: “وهؤلاء النسوة لسن شخصيات مجازية؛ ولا يحملن صراعاً سياسياً، باستثناء الحق في الحياة، في الحب، والرغبة والحرية”.

بيار أبي صعب: نضج فني ومهارة تقنية وشجاعة سياسية ونزاهة فكرية عالية
وكان الناقد المسرحي اللبناني الأبرز بيار أبي صعب قد كتب في عرضه لعمل البسام ضمن مهرجان الربيع ببيروت العام الماضي في صحيفة “الأخبار” اللبنانية قائلاً:
“كان لا بد من مشاهدة تحفة سليمان البسام التي عُرضت أخيراً في بيروت ضمن «مهرجان الربيع»، كي نتحرّر من ذاك العبء القديم.. كأن هذا المسرحي الكويتي المميّز (اللندني والباريسي أيضاً)، حرّرَنا أخيراً، عبر طقسه «السوداوي» الشائك والكثيف والصعب والمؤلم. قدّم لنا نموذجاً مغايراً لما يمكن أن تكون عليه مقاربة الجرح العربي المفتوح”.
مضيفاً أن “مسرحيّة البسّام تجمع بين النضج الفنّي (نصاً وإخراجاً وإدارةً للثنائي الأنثوي الآسر)، والمهارة التقنيّة في ضبط الاحتفال التراجيدي، مضافةً إليهما شجاعة سياسيّة ونزاهة فكريّة عالية. بعمله الذي يختمر فنيّاً منذ العام 2012، يومَ بدأ محاولة جنينيّة في «معهد العلوم السياسيّة» في باريس، وصار عنوانه العربي «الربيع المختطف»، أعادنا إلى السؤال نفسه: ما هو «الحقيقي» في الفنّ؟”.
وقال أبي صعب: “سليمان البسّام الذي لفت أنظار العرب والعالم، منذ أواخر التسعينيات، في شغله على التراجيديا الشكسبيريّة تحديداً وتطبيقها على الواقع العربي («مؤتمر هاملت»/ 2002، «ريتشارد الثالث: مأساة معربة»/ 2008 …)، وقارب الجرح السوري من خلال نص سعد الله ونوس «طقوس الإشارات والتحولات» الذي أدخله إلى «الكوميدي فرانسيز» في باريس (2013)، يخوض هنا مجدداً في غياهب كابوسنا العربي. يتناول عبر سبع لوحات، بأسلوب المونولوغ السردي، وجوه المأساة التي تعصف بالعرب والمسلمين، من دون كليشيهات ومؤثرات مزيّفة”
ويضيف أبي صعب “لا يستجدي البسّام تعاطف الجمهور، بل يصدمه ويحطم بعض محظوراته وأفكاره المسبقة. يشيّد عمارته المشهديّة بالأعصاب المشدودة والآهات والصور والحكايات، بالدمع والعرق، بالظلال والانفلاتات الصوتية والجسديّة التي توازي النص الكثيف الصعب، القائم على التداعيات، المغمّس بالشاعريّة والتجريد. يحرك مبضعه في جرحنا الجماعي: يوغوسلافيا، سوريا، فلسطين، العراق، لبنان، الخليج… يسمّي القاتل بشجاعة، مخالفاً الموضة الرائجة، ومتمرّداً على ديكتاتوريّة النموذج المهيمن في الإعلام، ومتفادياً سموم اللائق سياسياً التي يتجرعها معظم المبدعين العرب كي ينجحوا في الغرب”.

بول شاوول: البسام صوت ترسخ في العالم العربي وأوروبا وسواها
وكان الناقد البارز بول شاوول قد كتب عن مشاركة العمل في مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورته السابقة قائلاً “«في مقام الغليان» من الأعمال البارزة في المهرجان، لا سيما وأن سليمان البسام، من الأصوات المسرحية التي ترسخت في أوروبا وسواها، وكذلك في العالم العربي”.

كادر
البطاقة الفنية
تقدم باللغتين العربية والإنجليزية مع ترجمة فورية.
المدة: 65 دقيقة.
تأليف وإخراج سليمان البسام
سينوغرافيا / إضاءة: إريك سويار
موسيقى: بريتاني أنجو
تمثيل: كاترين جول و حلا عمران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى